ولقد استطاع المكتشفان البريطانيان ( T .W .E DAVID ) و ( DOUGLAS MAWSON ) الوصول الى القطب الجنوبي وفي عام 1911 استطاع البحار النرويجي ( روالد امندسين ) الوصول الى القطب الجنوبي ، قبل ان يصل اليه الفريق البريطاني بقيادة الكابتن ( سكوت ) في العام نفسه . وفي العام 1922 ريتشارد بيرد من الولايات المتحدة الامريكية اول من يطير فوق القطب الجنوبي . وفي عام 1958 تعاونت اثنتا عشر دولة في تكوين برنامج عملاق لاستكشاف القارة والقيام بالعديد من البحوث وانشاء العديد من القواعد ومراكز التعليمية . وفي عام 1959 ابرمت المعاهدة الدولية للمحافظة على التعاون الدولي في انتركتيكا
ان العديد من الدول اليوم تدعى احقيتها بأجزاء عديدة من القرة القطبية الجنوبية ، وذلك سبب اكتشاف العديد من الثروات الطبيعية مما يهدد المضمون المعاهدة نتيجة لتنافس الدولي ، ولكن الامل عاد مرة أخرى عندما تم إعادة النظر في المعاهدة عام 1991 وبذلك أصبحت انتركتيكا مثالاً للتعاون الدولي السلمى من مجال الأبحاث واكثر مناطق الأرض لم تفسد بعد . ( 1 )
نجاح أمندسون النرويجي على منافسه سكوت البريطاني يرجع إلى اختلاف المنهج
|
نيويورك: جون نوبل ويلفورد
في 14 ديسمبر (كانون الأول) عام 1911، أي منذ قرن مضى، خاض رولد أمندسون النرويجي مع رفاقه غمار المجهول وساروا وسط الجو العاصف والصقيع للوصول إلى قاع الكرة الأرضية، القطب الجنوبي. لم يكن هناك أي أثر لخصمهما البريطاني، روبرت فالكون سكوت، ولا علم بريطانيا يسخر منهم ولا نصب تذكاري حجري. لقد فاز النرويجيون بالسباق.
لقد كان أمندسون وسكوت يقودان بعثتين استكشافيتين للقطب الجنوبي الذي تبلغ مساحته نصف مساحة الولايات المتحدة تقريبا ولا يضاهيه مكان على سطح الكرة الأرضية. كانت القوة الدافعة للاثنين هي الشهرة من خلال الحصول على بعض المغانم الجغرافية التي لم يكتشفها أحد بعد. وكان الاثنان مختلفين في المزاج ونهج الاكتشاف الذي ربما كان من العوامل الحاسمة في نجاح أحدهما وفشل الآخر.
قضى أمندسون الجاد الملتزم بالطريقة المنهجية شتاء مع بعثة استكشافية في القطب الجنوبي ونجح في المرور للمرة الأولى عبر الممر الشمالي الغربي، شمال كندا، وكذلك تعلم كيفية التحضير للعمل في أكثر بقاع العالم برودة.
لقد تعلم بالتجربة أن الكلاب المدربة التي تجر الزلاجات لا يمكن الاستغناء عنها. لقد كانت وجهته التالية هي القطب الشمالي، لكن عندما سمع بإعلان المجموعتين الأخريين لنصرهما، كتب أمندسون: «لم يبق لي سوى المحاولة وحل اللغز الأخير الكبير وهو القطب الجنوبي».
وكان سكوت ضابطا في البحرية ورجلا لطيفا قاد البعثة الاستكشافية التي لم تتمكن من استكمال مهمتها في القطب الجنوبي بسبب سوء التخطيط والتنفيذ. لقد كانت نظرته للاستكشاف رومانسية، حيث كان يراه مغامرة لإثبات الذات ونوعا من التجربة في الجليد. وكان يعتقد أن الاستعانة بالكلاب في جر كل الزلاجات ليست مفيدة، حيث كتب: «إن مواجهة المصاعب والأخطار بدونهم أفضل».
وفعل فريق سكوت هذا، حيث زودوا الزلاجات بمحركات وسرعان ما بدأت تتحرك بسرعة كبيرة وسط الجليد باتجاه الهضبة القطبية العليا.
عندما كان رجال أمندسون على بعد أسبوع من معسكرهم في خليج الحيتان لإكمال الرحلة التي طولها ألفا ميل، وصل الفريق البريطاني المنهك إلى القطب الجنوبي في 17 يناير (كانون الثاني) عام 1912، متأخرا خمسة أسابيع. كم كان محبطا أن يروا العلم النرويجي يرفرف في الهواء، وكتب سكوت في مذكراته: «يا إلهي! إنه مكان موحش، فكم هو محبط أن نبذل هذا الجهد للوصل إليه ولا يكون لنا سبق اكتشافه!».
وتحول الإحباط إلى مأساة، حيث هلك سكوت وأفراد فريقه الأربعة بسبب التعرض لعاصفة ثلجية عنيفة لمدة تسعة أيام والجوع والإنهاك نتيجة جر الزلاجات في طريق عودتهم في نهاية مارس (آذار). ولم يعثر على أكثر الجثث حتى نوفمبر (تشرين الثاني) في آخر معسكر مكثوا فيه ووجدوا مذكرات وملاحظات ميدانية وعينات صخور ربما ساروا مسافات كبيرة لجمعها. ربما يكون سكوت قد خسر السباق إلى القطب الجنوبي، لكنه سار بموته مثار الأحاديث في القرن الماضي باعتباره بطلا أسطوريا شجاعا وفريدا من نوعه. ( 2 )
( 1 ) كتاب : عجائب الدنيا السبع وغرائب الدنيا الست
( 2 ) جريدة العرب الدولية ( الشرق الأوسط )